كنت محظوظة جدا بالتعرف على ريمو· سان الذي وعدنا بسلسلة مقالات بعيون نصف يابانية نكتبها معا، ونتمنى أن نضيف شيئا لكل محبي الثقافة اليابانية ومن يود الذهاب إلى هناك يوما، كما نحاول أن نوصل لكل متابعينا تلك المشاعر التي تتدفق عند رؤية اليابان وما فيها من طبيعة خلابة ومباني حديثة؛ تناقضات صارخة ما بين الحديث والقديم نوعدكم بها.
سان: باليابانية تعني أستاذ أو أستاذة.
اخترنا لكم اليوم معبد فوشيما ايناري بمدينة كيوتو،لما له من سحر يجعل منه مزارا سياحيا الأشهر في اليابان، أتعلمون ما سر هذه الجاذبية؟ نعم، في اللون لألف بوابة ”سين بون توري“، إحساس لا يوصف حينما تعبر البوابات الألف البرتقالية وهو لون الغفران والمأخوذ عن الديانة الطاوية التي أتت من الصين، ويقال إن هذا اللون له قوة في إبطال السحر، تمشي وكأنك في رواق لا نهاية له تعبر بوابة فإذا بأشعة الشمس تداعب وجهك فتهرب منها بعبور بوابة أخرى، تلتف هنا وهناك لتجد تعليقات من لغات مختلفة بعضها تعرفه وكثيرا لا تفهمه، لكنها تؤكد على إندهاش معجب ببناء ذلك المعبد وبوباته الأف، كما أنه يمكنك التجول داخل جبل ايناري أيضا، وكانت البداية حينما أراد شخص أن تتحقق له أمنية فبنى بوابته الأول وحينما حققها بنى الثانية وهكذا وإلى الآن تتداول هذه القصة.
ويقع معبد فوشيما ايناري في حي فوشيمي بكيوتو، وقد قُدر بناؤه في الفترة ما بين (عام ٧٠٨ -٧١٥)، وتقع المقصورة الرئيسية عند سفح الجبل، وتعتبر المنطقة بأكملها حرما مقدسا، كما يعتبر المعبد الرئيسي لحوالي ٣٠٠٠٠ معبد إيناري متفرع في جميع أنحاء اليابان، وعند النزول بمحطة إيناري التي يفصلها محطتين فقط عن محطة كيوتو وتستغرق ٥ دقائق لترى أمامك على الفور الطريق المؤدي للمعبد، وتبلغ مساحة المعبد الكلية حوالي ٨٧٠٠٠٠ متر مربع.
و يقال إن هناك أكثر من ١٠٠٠٠ بوابة ”توريي“ في معبد فوشيمي إناري تايشا يرجع أصلها إلى عادة انتشرت في عصر إيدو وهي أن كل من تحققت له أمنية كان يقدم بوابة للمعبد كقربان يعبر فيه عن شكره. يمكن لأي شخص تقديم قرابين والآن يتراوح ثمن أرخص بوابة من مقاس ٥ بـ ١٧٥٠٠٠ ين ياباني بينما يصل ثمن أغلى واحدة من مقاس ١٠ إلى ١٣٠٢٠٠٠ ين ياباني.
عادة ما يلتقط السياح الأجانب صورا للبوابة وقد يرجع السبب في ذلك أن الأجانب يفتتنون بمنظر كتابة التي تحوي اسم المتبرع والتاريخ بالكانجي فتضاد اللونين الأسود والبرتقالي بالإضافة إلى جمال الخطوط التي تعد فن في حد ذاته سببا مباشرا لجمال الصور الملتقطة.
فهل تودون زيارته يوما ما؟
مؤلف:
د. رباب حسين العجماوي
رمضان زارع
اترك تعليقاً