فيلم الفيل الأزرق (2013):
هذا الفيلم قد تم إنتاجه عام 2013 من قبل شركة شروق للإنتاج الإعلامي وهي بالأساس شركة لإنتاج البرامج التليفزيونية، تم إنتاج هذا الفيلم ذا طابع أمريكي، رغم أنه يتناول علم يسمى “الأوفاق” ويستعرض الفيلم العديد من القدرات الخاصة وهي رؤية أشياء ليست أمامك وسماع أشياء بعيدة كذلك قدرة الإحساس باللمس والأخيرة تظهر حينما لمس البطل الثوب -وتجدر الإشارة إلى أن هذا الثوب الذي رسم عليه الطلاسم موجود بالمتحف الإسلامي بالتحرير- وبرغم الاتهامات التي وجهت إلى الفيلم من أن قد اقتبس من العديد من الأفلام الأخرى إلا ان هذا مرجعه الطابع الأمريكي الذي تصور به الأحداث، كانت هناك كمية من القيم السلبية التي تظهر على رأسها تناول المخدرات وكأنها فطور الصباح، كما نجد السجائر الملفوفة هي وسيلة تنفيس البطل ولا يفرق بين المرأة والرجل هنا فنجد نساء هذا الفيلم تدخن بدورها وهو ما يعكس اتجاه النساء الحديث للجهر بالتدخين خاصة في السنتين الأخيرتين، ولا يغيب عنا هواية البطل لجمع زجاجات البيرة الفارغة وعلاقته بالنساء رغم أنه أرمل ويحزن على موت زوجته، نموذج مضاد لشخصية طبيب نفسي مثلها كريم عبد العزيز، وهناك كمية من الألفاظ والسباب والعبارات الغير لائقة والتي لابد وأن تؤثر على قاموس الشباب خاصة في استحداث الفيلم لبعض الكلمات وللأسف هناك إعلاء لقيمة الجنس واستخدام الفاظ خادشة للحياء في هذا الفيلم.
أما بالنسبة لزوايا التصوير فجاءت متقنة وجديدة ومحاولات ابتكار أساليب إخراجية متميزة، وبعيدا عن القيم السلبية التي يروج لها هذا الفيلم إلا انه جاء متميزا من الناحيتين الإخراجية والتصويرية، ونجد ملابس النساء خاصة متأمركة جدا فالجونلة قصيرة جدا جدا، وقد استخدم ديكورا أمريكيا صرفا في الغرفة التي حبس بها المريض في نهاية الفيلم، لكن استخدام المخرج للأزقة والتصوف وغيرها من طرق عبادات لتضفي غموضا على الحدث، ولم يبعد عن الرمزية حينما صور لنا الكلب الأسود على أنه مفتاح العالمين كما أن الكاتب استخدم خلفية نفسية لا بأس بها، كما استخدم الـ3D لتحويل الحروف لأرقام كما جاء تبعا لعلم الوفاق، لكن جانبه الصواب عند تكرار مشهد استيقاظ الطبيب كل يوم بتكرار ممل وبلا هدف.
ويحكي الفيلم قصة طبيب نفسي فقد زوجته وعاش لملذاته فقط يجد زميله في الجامعة محل اتهام بأنه قتل إمرأته وابنه وتدور الدوائر ليعلم أن هناك سحرا قد لجأت إليه إمراته وعندما زار الساحرة المزعومة وجد أنها لا تفقه شيئا من المخاطر التي وضعت فيه الزوجين، وفي النهاية يظهر أن صديقه هو ضحية لرجل ساحر عاش بوجه يشبهه -كان دمويا- وكانت إمرأته تشبه زوجته لذا فقد تلبسه، وهنا يذكرنا بفكرة تناسخ الأرواح لدى البوذيين، فالفيلم كله يبعد عن الطابع المصري وإن قدم الصوفية كغطاء للعباءة المسحورة.
اترك تعليقاً