فيلم أحلام حقيقية (2006):
يعرض هذا الفيلم قدرة أخرى من قدرات الباراسيكولوجي ألا وهي الشفافية ورؤية أشياء ليست أمامك كما أنه تعرض لقدرة التحريك عن بٌعد حينما كانت أصابع البيانو تتحرك مخلفة أصواتا وحدها وقد قررت البطلة أن تنام على نغماتها، ويستخدم المخرج الـعديد من الأدوات لإضفاء الغموض والإثارة؛ فقد استخدم flash back والليل وظلاله والمطر والصور المهتزة وإشعال النيران وكذلك الموسيقى، كما أنه دلالات الألوان والرمزية، ويهدف الفيلم إلى التأكيد على أن استقرار الحياة الأسرية تقلل من الأمراض النفسية كما جاء على لسان الدكتورة النفسية التي لجأت إليها البطلة والتي قامت بتجسيد شخصيتها حنان ترك، حيث يستعرض الفيلم قضية الزواج التقليدي وتأثير التقوقع وعدم التخلي عن الذكريات على هذه العلاقة كما يبين العلاقة الوالدية وقيمتها لدى الأطفال في سن مبكر.
ولا يكتفي الفيلم بهذا فقط، فقد أثار قضية الأصدقاء الذين وجب علينا أن نتخيرهم جيدا حتى لا نضع ثقتنا تجاه أناس ليسوا جديرين بها، كما يؤكد على توخي الحذر في العلاقات بين الأصدقاء وبين الزوجين وهو ما قد يؤثر سلبا، ومع الأسف نجد الفيلم يبرر العنف اللفظي والمادي كأسلوب لحل المشكلات حيث تدافع البطلة في بداية ونهاية الفيلم عن ابنتها من خلال الضرب بالرصاص لصديقتها، كما نجده يجعل من التدخين وسيلة شرعية للجنسين للتنفيس عما يجيش بصدرهم.
تدور أحداث الفيلم حول إمرأة متزوجة تقع فريسة لذكرياتها مما يحول دون استمتاعها بالحياة مع عائلتها الصغيرة، وتلتقي صدفة بصديقة تصبح هي متنفسها الوحيد وتحكي لها عن كل ما يجول بخاطرها، وترتبط البطلة بتلك الفتاة ارتباطا عميقا حتى أنها تحلم بكل الجرائم التي تفعلها، ومن المتعارف عليه أن هناك رابطة بين المحبين والأصدقاء تمكنهمم من معرفة أمور أكثر من غيرهم، وقد سُجلت أكثر من حادثة عن تخاطر ورؤى بين المحبين والأزواج والأشقاء والأصدقاء وقعوا في مآزق أو كانوا على وشك الموت وأنقذوهم دون أن يعرفوا كيف ومتى تعرفوا على تلك المعلومات، وما يميز تلك الحبكة ويجعلها قوية هي امتزاج الأحلام بالرؤى الحقيقية، وتتنوع الألوان ما بين الأزرق والأسود لتسود معظم كادرات الفيلم حيث تدور كثير من الأحداث بالليل الذي غالبا ما يكتنفه الغموض كما نجد الأحمر القاني الذي ينسكب على كثير من لوحات البطلة مخلفا تأثيرا كإنذار بالرعب القادم،ولا يخفى على أحد تأثر الحبكة بالثقافة اليونانية حيث تأثر الطبيعة بما يقترفه البشر من أخطاء فنجد الأمطار والرعد والبرق في الليل مصاحبين للمجرمة، وللأسف فقد استخدم الضابط الذي قام بدوره فتحي عبد الوهاب مستوى لغوي غير لائق وقد يرجع هذا لمحاولة المخرج لمحاكاة الواقع لكن فاته أن الشتائم واستخدام الألفاظ النابية لا تبرز عملا جيدا، إلا أن اللجوء للحوار الصامت في نهاية الفيلم عند المصالحة كان من أقوى نقاط الحبكة؛ وما يعكس تدينا واضحا هو لجوء البطلة لله عند الشدائد بالصلاة والدعاء لحمايتها وابنتها من شر نومها فقد اعتقدت في البداية أن نومها هو ما يجلب تلك الجرائم وأنها هي من ترتكبها، والجدير بالذكر أن هذا الفيلم كان الفيلم الثاني لنفس شركة الإنتاج لفيلم الحاسة السابعة إلا ان فيلم أحلام حقيقية ذا قالب درامي وأنتج عام 2006.
اترك تعليقاً