أحب اللغات إلى قلبى هى لغتى العربية، ليس لكونها لغتى الأم فحسب بل لكل شيئ فيها، فهى لغة القرآن الكريم ولغة الرسول الكريم محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، لغة الأدب والبلاغة، لغة حضارتنا العريقة ولغة العلوم القديمة، على الرغم من أن الكثير ممن يعاصرونا الآن يحاولون التقليل من شأنها والبعد عنها بحجة أنها لم تعد لغة الحضارة الحديثة وعلينا أن نواكب العصر إلا أننى أرى أن فى هذا الكلام خطأ جسيم، فاللغة العربية على الرغم من أنها كانت ولا تزال لغة بلاغة وأدب إلا أنها شملت كل العلوم وانتشرت فى كل بقاع العالم. وهذا لم يحدث إلا عن طريق أبنائها الذين أخذوا على عاتقهم نشرها وإعلاء شأنها، فالخلفاء والعلماء والأدباء سعوا إلى هذا الأمر، وذلك عن طريق الفتوحات الإسلامية وتعريب الدواوين والعملات النقدية كما أنهم شجعوا طلاب العلم من أنحاء العالم على القدوم إليهم وأخذ العلم عنهم، حتى التجار المسلمين كانوا يسعون إلى نشر الدين الإسلامى ومبادئه فى كل مكان، وكان الكثير من العلماء والشيوخ يذهبون إلى الأقطار الإسلامية لتعليم أصول الدين واللغة العربية.
لذا أنا أومن أن من يقلل من شأن لغته وثقافته هومن يسعى إلى تدميرها، فمن يريد أن تصبح لغته لغة حضارة ويعلى من شأنه وشأن مجتمعه عليه أن يبدأ بنفسه أولا. فلن يعلى أحد من شأنه وشأن لغته عندما يحقرها هوويقلل من قدرها، أما عن حكايتى مع اللغة العربية وكونى مؤلفة روايات فهذا الأمر يعود إلى طفولتى… ولدت لأسرة محبة للأدب، فوالدّى كانا يشجعاننى على تذوق الأدب وحب اللغة العربية. فمثلا حصلت على مراكز فى مسابقات إلقاء الشعر منذ كنت فى الإبتدائية كما أننى كنت الطالبة المسئولة عن الإذاعة المدرسية لمدة 7 سنوات متتالية.
وبما أن الكثير من الطلاب يشعرون بالملل والضجر من الطابور الصباحي حاولت بكل جهدى تطوير الإذاعة بشكل جديد يثير إهتمام الطلاب ويشعرهم بالتسلية وفى نفس الوقت تكون هادفة ولا تخرج عن سياق الإذاعة المدرسية. لذا كنت فى بداية الأمر أطلب من أختى مشورتها ومساعدتها فى تطوير فقرات الإذاعة ثم أعرضها على أبى قبل أن أذيعها فى المدرسة ثم أصبحت أطورها بمفردى وأخذ رأي أسرتى، كثير من الناس يظنون أنى حديثة العهد بالكتابة وتأليف الروايات لأنى صغيرة فى السن ولكنى أحب أن أوضح أمرا، فالأدب لا يقاس بالسن أبدا بل بجودة العمل اللأدبى، فربما كاتب طاعن فى السن عمله الأدبى لا يتسم بالجودة أوأنه يفتقر إلى الخبرة الأدبية.كما أنى أرى أن الكتابة يدعمها ويثقلها الموهبة التى أعطاها الله سبحانه وتعالى لمجموعة من البشر، والمواهب لا تقاس بالعمر.
بدأت موهبتى فى الكتابة بالظهور عندما كنت فى الثامنة من عمرى. كنت أكتب قصص قصيرة جدا لا تتعدى عن 5 او6 أسطر عن أمور عادية مثل شخص ما كان يمشى ثم قابل صديق له وهكذا. لكن المشكلة التى واجهتنى هوأننى لم أكن أستعمل الفعل الماضى مطلقا وكنت أكتب كان قبل الفعل المضارع لأعبر عن الماضى مما جعل القصة تحتوى على 7 أو8 كان. وهذا ما جعل أسرتى تساعدنى على تحسين كتابتى وكانت زوجة خالى تدعمنى كلما أتت لزيارتنا.وبمرور الوقت تحسنت كتابتى وكانت أول رواية كاملة أكتبها وأنا فى عمر ال 14.
لم أنشر رواياتى إلا فى عام 2015 وقد كنت قبلا لا أرغب فى النشر لعدة أسباب أولها أننى لم أعرف رد فعل الناس إتجاه كتاباتى فهل سيحبون أفكارى أم لا ؟ وهل يجب علىّ عرضها عليهم ؟ ثانيا : كان علىّ البحث عن دور نشر جيدة لكن هذا فى حد ذاته عمل شاق وهومازال يؤرقنى أنا وكثير من الكتاب والمؤلفين إلى الآن، أما ما دفعنى إلى نشر أولى رواياتى وهى العنيد هوإلحاح أسرتى وبعض زملائى لذا قمت بالفعل بنشرها عام 2015 وكان أول ظهور لها فى معرض القاهرة الدولى للكتاب وقد كانت حفلة التوقيع موفقة والحمد لله.
استغرقت رواية العنيد ما يقرب من 4 سنوات لكتابتها بشكلها الحالى ويسبقها 3 سنوات كانت بها محاولات بسيطة تختلف قليلا عن شكل الرواية النهائى. تحكى الرواية عن شابة مصرية تذهب إلى كوريا الجنوبية لمساندة فرع الشركة الكورية فى مصر لأنه على وشك الإغلاق وهناك ستحدث لها مواقف غريبة وعجيبة. هذه الرواية كتبت بالفصحى فى شكل كوميدى رومانسى وأردت أن أثبت من خلالها أن اللغة العربية قادرة تماما على إيصال الحس الفكاهى وأننا نستطيع أن نكتب مواقف رومانسية دون الخروج عن الدين والأدب والأخلاق العامة. أما روايتى الثانية بعنوان ال 5dragons تروى حكاية طالبة دراسات عليا مصرية ملتحقة بإحدى الجامعات الكورية الجنوبية يتم حبسها مع فريقها المفضل الذى يدعى 5dragons لمدة تزيد عن العشرة أيام – وهوفريق أغانى k pop أى البوب الكورى- وترى بأعينها ما يحدث خلف الستار لهؤلاء المغنيين وكيف يتم إشراكها فى مؤامرات شركات الترفيه وماذا عليها أن تفعل للنجاة بنفسها ؟ هذه الرواية كتبت بالفصحى وأرفقت معها تفسيرات عربية للمصطلحات الكورية المستخدمة فيها. ولا يظن القارئ أن كل رواياتى عن كوريا الجنوبية فقط بل هاتين الروايتين هما ما نشرا لى حتى الآن.
وأخيرا وليس بآخر أتمنى أن تظل اللغة العربية شامخة وأن تعود مرة أخرى اللغة الأولى فى العالم. وهَئَنَذَا أحتفل معكم فى عيدها وأفتخر بعروبتى وأقول بكل إعتزاز أننى كاتبة عربية لغتى لغة القرآن والسنة لغتى لغة البلاغة والأدب.
اترك تعليقاً