عادة ما نجد أفعال تصدر من أبنائنا قد تضعهم في أخطار حقيقية ويصبح التهديد هاجس الأم فتفقد أعصابها وكثيرا ما تلجأ للعنف بدرجاته لتجنب هذا السلوك، فالعنف يبدأ من النظرة مرورا بالشتم وينتهي بالضرب وله العديد من التعريفات والأنواع أبسطها العنف المادي والعنف المعنوي؛ غير أنه على الأم ضبط النفس لمعرفة حجم الخطأ وتقدير العقاب الملائم، ونحن هنا بصدد مناقشة مسألة جوهرية وهو أن الأطفال لا يدركون بالضرورة عواقب سلوكياتهم وعلى الأم مراعاة ذلك بإتخاذ الأساليب المختلفة قبل الشروع في العقاب.
أولا: ناقشي السلوك الغير مرغوب مع ابنك:
هل فكرتي يوما أنه عليك اللجوء للحوار قبل أن تشرعي في إتخاذ موقفا من الطفل؟ هل فكرتي مرة أن للطفل الحق في الفهم والإدراك؟ وأنه حقيقة قد يمتنع عن سلوك ما خشية العقاب المادي دون فهم صحيح مما يجعله ينتهز الفرصة ليقوم بالسلوك دون رقابة منك؟ هل حقا فكرتي في بناء نسق قيمي يجعله يحتكم إليه عندما لا تكونين معه لمعرفة الصالح من الطالح؟ هل فكرتي في بناء عقل واعي لطفل سيقود البلاد في يوم من الأيام؟
نعم؛ إن حوار الأم مع طفلها يفعل هذا وأكثر، فعليكِ توضيح نتائج هذا السلوك حلوه ومره وكيف أنك تتفهمين وقوعه في الخطأ، وأن لكل خطأ طريقة للإصلاح وعليكما معا التفكير في حل هذا الأمر.
مثال: “نثر ألعابه في أنحاء الغرفة”؛ إن كان هذا السلوك يشير إلى عدم التنظيم ويربككِ ويؤرقكِ عليكِ بالتحدث معه، فهذا السلوك يصدر صورة غير جيدة عنه، وفي هذه المرحلة يسعى الطفل إلى تصدير صورة جيدة عن نفسه ويهتم بهذا كثيرا، كما أنه يجعلكِ أنتِ ورواد هذه الغرفة عرضة لللإيذاء مثل الدوس على لعبة مثلا، كما أن ألعابه الجميلة عرضة للتهشم إن داس أحدهم عليها بالخطأ… وهكذا.
ثانيا: استخدمي سيناريوهات مختلفة:
الغرض من التربية هو فرز العدد اللانهائي من السلوكيات إلى سلوكيات يمكن تبنيها وأخرى يجب تجنبها وعليه فحتى لا يقع الطفل في هذا الخطأ مرتين عليكِ مناقشة السلوكيات ذات العلاقة؛ لدعم السلوكيات الإيجابية.
مثال: “عندما يأكل الطفل بيديه”، عليكِ حينها أن تفهميه لمَ لا يجب عليه استخدام يديه كذلك حينما يستخدم المعلقة فإن يديه لن تتسخ كما أن صورته وهو يأكل ستكون أكثر جمالا.
ثالثا: ثبتي موقفك وافصلي بين السلوك وشخصية ابنك:
فلا يجب التأرجح بين السلوكيات إن كانت إيجابية أو سلبية ثبتي موقفك تجاه السلوك، ولا يجب أن يختلف تقبلك لهذا السلوك أمام الناس أم بينك وبينه، وعليه يمكنك أن تقولي ملاحظة شفهية لا تجرح شخصيته؛ فما يعنيكي هو ترك السلوك السلبي دون حدوث شرخ في شخصية الطفل، فإجعلي هجومك فقط على السلوك دون جرحه، خاصة إذا كان السلوك متكرر، بالإضافة إلى تكرار الملاحظة في اليوم الواحد، فالطفل عرضةً لأن ينسى والتربية مرتبطة بالتكرار.
رابعا:اختيار العقاب الملائم:
لابد وأن يتناسب العقاب مع حجم الخطأ؛ فإن كان العقاب خفيفا لن تصلي إلى السلوك المرغوب أبدا فسيتحمله الطفل ويفعل ما يريد، وإن كان ثقيلا سنجده يخاف جدا ولا يدرك حقيقة حجم الخطأ وقد يهاب كل الأمور ويمتنع عن أي سلوك أو يخاف منك فيفعل ما يريده في الخفاء، ويمكنك مناقشة العقاب معه واختيار العقاب سويا حتى لا يكرر مثل هذه السلوكيات.
وهناك أشياء لابد وألا تكون كعقاب مثل غسل المواعين وترتيب الغرف ورمي القمامة وغيرها حتى لا يكون هناك ارتباط شرطي لدى الطفل فلا يحب النظافة رغم أنها من الإيمان.
خامسا: لا تتحملي عن الولد العقاب أو الملامة:
فحين تحددي العقاب لا ترجئيه أو عدما يلقى اللوم تحاولي أن تجدي له أي عذر خاصة أمام أبيه أو أمام الآخرين كما أنه لا يجب عليك القيام بعقاب كالكتابة بدلا عنه.
وفي النهاية أتمنى أن يكون أولادنا من الأخيار وأن نعدهم ليكونوا الأفضل في العالم.
اترك تعليقاً