أنغام قوية ساحرة تحت قبة مسرح الأوبرا بالقاهرة؛ أجواء لن تحلم بها وأنت محاط بيابانيين محافظين على الهدوء والاستمتاع عبر إشارات رقيقة تحترم من بالجوار، كل هذا وأكثر في حفل فرقة كودو اليابانية والتي حرصوا خلالها على تقديم سبب التسمية حيث أن “كو” تعني باليابانية “كودومو” أي طفل، بينما “دو” تعني الطبل؛ أي أنهم يقدومون عروض الطبل بمشاعر وقلب طفل، وهو ما شعرنا به حينما تلاحقت الدقات وكأنهم يدقون على قلوبنا لتهتز مشاعرنا بعنف، كذلك قدم القائد أنواع من الطبول والتي يصل ثمن ثاني أكبرها بأكثر من ثمن سيارة كبيرة، ومصنوعة من جذع شجرة عمرها يتعدى المائة عام.
كذلك قدم لنا أداة تشبة ما يمسكها بائع العرقسوس امتزجت أصواتها معا لتصدر أنغام لم يسمعها مصري من قبل، وتداخلت مع الطبول لتضفي لأصواتها حياة فوق حياة، كما تلاحقت أيديهم بضربات على الطبول لتضفي تأثير الفراشات في كل عصا محدثة أصوات قوية متلاحقة وكأنها تجري لاهثة وراء بعضها البعض، فقد جاء اختيار مؤسسة اليابان لهذه الفرقة في محله تماما، كم كنت أتمنى أن يسمحوا بالتصوير الفوتوجرافي أو الفيديو لكنهم وحتى لا يؤثر ذلك على اتصال أعين الفنانين بالجمهور، وبرغم تباعد الثقافات قربت تلك الطبول حتى أننا كنا نسير على نفس نهج المقطوعة المعزوفة بالتصفيق؛ مشاعر رائعة لن أنساها وسأنتظر حفلات الأوبرا اليابانية القادمة بإذن الله، متمنية أن يستمتع جمهورا أكبر من المصريين.
اترك تعليقاً