قامت بالحوار د. رباب حسين العجماوي
هل أنت من صغار المخرجين وتود أن تعلم كيف لك أن تخترق هذا المجال لتجد الشهرة؟ هل أنت من محبي الأفلام القصيرة والطويلة في السنيما التسجيلية والروائية بعيدا عن الشباك؟ هل تود أن تتعرف كيف نجح شابٌ يمنيٌ سافر لفرنسا ليجد نفسه بعد بضع سنين على عرش “المنتدى العربي الأوروبي”؟ وكيف أنه اليوم يسلك دروب الفن من فن الكتابة الشعرية إلى الفن التشكيلي؟ كل هذا وأكثر سنتعرف عليه من خلال حوارنا مع أستاذ “حميد عُقبي” الشاعر والمخرج والفنان، بالطبع نرحب بالفنان حميد، وفي بداية حوارنا نحب أن نتعرف على سيادتك أكثر؛ فلنقل من هو “حميد عقبي” في سطور.
- في البداية أود أن أشكرك د. رباب على هذه الاستضافة واللافتة الكريمة لاستضافة شخصية عادية مثلي، فعندما تخرجت في كلية الفنون الجميلة ببغداد 1997م قمنا بتأسيس كلية الفنون باليمن، واستمر التأسيس لثلاث سنوات تقريبا، ثم سافرت إلى فرنسا عام 2001م بعد حصولي على منحة فرنسية من المركز الثقافي الفرنسي بصنعاء إثر عدة أنشطة متعددة كمعارض فنية وأنشطة سنيمائية ومسرحية قمنا بها بداخل صنعاء نفسها.
نشرف بتقديم نموذج إيجابي مثل حضرتك أ. حميد؛ ونريد منك أن تحدثنا عن تجربتك في بلاد المهجر وكيف أثرت في حياتك؟
- كانت الرحلة صعبة في البداية بطبيعة الحال تعلم اللغة ووجود بعض الصعوبات بالإضافة إلى أنني اخترت موضوعا شائكا في الدراسة حول السينما الشعرية وهو ما أخذ مني وقتا كبيرا في الدراسات العليا وجهد كبير مضاعفا، بمعنى أنه كان تحديا لي في بلاد المهجر، فإن كنت قد اخترت تاريخ السينما العربية مثلا لم أكن لآخذ هذا الكم من الوقت والجهد، لكن العبرة هنا أنني استفدت كثيرا من هذه الدراسة؛ فقد علمتني أن أكون سنيمائيا في الحقيقة، ففي بلد متقدم في الفنون السينمائية كفرنسا، قد تعتقد أنك جئتها فنانا أو كاتبا ولكنك تأتي لبلاد ترى نفسك فيها صفرا فتتكون لديك موهبة حقيقية مثقلة بالأسس العلمية، والمقصود هنا التكوين الفني والأكاديمي الصحيح، فتجربتي في دراسة الفنون الجميلة ببغداد أثرت كثيرا فيّ لكنها بمثابة التأسيس الأولي، هي وكل الأنشطة التي قدمتها باليمن أيضا، هنا –في فرنسا- الحمد لله استطعت أن أبني نفسي من البداية لأكون سينمائيا كمجالي الأول، ولو أني أكتب.. ولو أني أرسم.. ولو أني أمارس أحيانا مهنة الصحافة.. لكن رغبتي هي أن أكون سنيمائيا رغبة لدي ما زالت تتكون وتتطور فما أنجزته من ثماني أفلام وعدة سيناريوهات تنتظر الإخراج، ما هي إلا نواة لحلمي، فالحقيقة أنني ما زلت أتعلم وما زلت أسمو وما زال حلمي يكبر لأكون سينمائيا وأخرج فيلمي الطويل يوما ما وإن شاء الله هذا يتحقق من عدة سيناريوهات قمت بكتابتها، فأنا دائما أكتب، وإن شاء الله سأكون قد حققت النجاح الأول عندما أخرج وأنتج فيلمي السينمائي الروائي الأول.
أ.”عقبي” بدأت بتجربة الشعر منذ 1997م، وكتبت ما يفوق الخمس والعشرين كتابا إلكترونيا منها كتب نقدية سينمائية، فهل لك أن تحدثنا عن أكثر الكتب اقترابا من قلبك؟

- باختياري لموضوع السينما الشعرية تأصل حبي للشعر، كانت بدايتي الحقيقية عند تخرجي للفنون الجميلة 1997م أنجزت فيلمي السينمائي الشعري الأول لقصيدة الدكتور والشاعر الكبير عبد العزيز المقالح عنوان القصيدة “محاولة الكتابة بدم الخوارج” فأخرجتها بفيلم قصير 12 دقيقة بعنوان “محاولة الكتابة بدم المقالح” وكانت المفاجأة أن أعجب د. المقالح بالفيلم كثيرا عندما شاهده ،وكانت شهادة أعتز بها حينما عرض في التليفزيون اليمني، وطالبني بتغيير عنوان الفيلم -فقد كان صادما له- ليصبح “”محاولة الكتابة بدم شاعر”.
بعدها انطلقت تجربتي الثانية عندما وصلت إلى فرنسا في 2005م وأنتج فيلمي الثاني “حياة جامدة” وقمت بمعالجة شعرية لقصيدة الشاعر الكبير المعروف سعدي يوسف، وقد حصل الفيلم على منحة من مؤسسة المورد الثقافي آنذاك وأنتجته بالتعاون مع أصدقاء هنا في فرنسا في منطقة النورماندي، والحمد لله حظي هذا الفيلم بفرصة العرض في أكثر من عشرين مهرجان في الخليج وسويسرا وفي إسبانيا وبلجيكا وفي فرنسا أيضا وموجود هذا الفيلم على الـ YouTube.
أما المحاولة الثالثة فقد كانت فيلما عن قصيدة جميلة للشاعر الكويتي المعروف عبد العزيز البابطين بعنوان “الريتاج المبهور”، فشجعني ودعمي د. البابطين بمبلغ تقريبا بسيط –لأن البعض يرى أنه مبلغا كبيرا- كان 10 آلاف دولار بالضبط، قمت بتصوير الفيلم باليمن عام 2006م وعرض عام 2007م في عدة مهرجانات أيضا في الخليج وبعض الدول الأوروبية وما زال هذا الفيلم أيضا موجودا على الإنترنت لمن يرغب بالمشاهدة يمكنه البحث عنه بإسم الفيلم أو حتى بإسم حميد عقبي، كانت ثلاث محاولات أو ثلاث تجارب هذه أعتز بها وأنا في الأصل قريب جدا من الشعر أكتب القصيدة من وقت إلى آخر أكتب ما يجول بخاطري وما يداعب نفسي فالشعر يفضحني أكثر، يعني كتاباتي فيها نوع من البوح الداخلي وبها الجانب الشخصي دون البعد عن الجانب الإبداعي، فيمكنك البوح بما يجيش بصدرك وما يتخلل خاطرك من خلال العمل الإبداعي أكثر من اللقاءات والندوات ومناسبات وغيرها.. أنا قريب من الشعر وسأظل هكذا دون أن أصف نفسي بالشاعر رغم كتابتي لأكثر من خمسين قصيدة موجودة بعدة مواقع والمجلات الأدبية بالفعل؛ فالشعر هو صديق حميم وأعتز بهذه الصداقة كما أعتز بهذا الحب.
هل فكرت يوما بطرح رواية أو مجموعة قصصية تروي بها ما تراه من قصص متفردة كل يوم في بلاد الغربة؟
- أنا طرحت مجموعتين قصصيتين ومنهما أيضا نسختين مطبوعتين إلكترونيا؛ الأولى هي “كارمن” وهي موجودة على النت والثانية “محطة كون”، وبهما أكثر من سبعين قصة قصيرة ومتوسطة، ولدي المجموعة الثالثة جاهزة تقريبا للطبع إن شاء الله أنشرها قريبا؛ فقد تعطل الجهاز الذي كتبتها عليه وسأضطر لإعادة جمع هذه القصص أي ما يقارب العشرين قصة يمكن أن تطبع ورقيا أو إلكترونيا.
أما الرواية فعندما أشرع في كتابتها فأنا أكتبها على شكل سيناريو حتى أنني أسميها قصصا سينمائية، وعندما قرأها صديق وناقد سينمائي كبير قال لي: “حميد لا تقل أنها قصة قصيرة ولكنها تقترب أكثر من النمط السينمائي أو من السيناريو”، فلدي الآن خمسة سيناريوهات جاهزة لأفلام طويلة بالإضافة إلى عشرة سيناريوهات لأفلام قصيرة.. أنا دائما أحن للكتابة فلا يمر شهرين حتى أعاود الكتابة القصصية غير أنها تأخذ النمط السينمائي برغم وجود لمحات من السرد القصصي.
هذا ما يذكرني بأول رواية لي عنوانها “ديور.. ابن الحرب” كانت أيضا تميل إلى الحوار منها للسرد، ويبدو أن كل من يدرس السينما يتأثر بها.. شاركت حضرتك في أكثر من مهرجان، حدثنا أ. حميد عن هذا قليلا.
- نعم، بالطبع شاركت في الكثير من المهرجانات الحمد لله في أكثر من عشر دول منها مصر في 2006م وكان لي لقاء مع قناة النيل الثقافية وكنت في ضيافة المدرسة العربية للسينما والتليفزيون برئاسة وإدارة د. منى الصبان وكان لي لقاءات مع أصدقائي من مصر، كما زرت الخليج كثيرا خاصة مهرجان دبي، بالإضافة إلى زياراتي للكويت بهدف عرض أنشطة إحداها مسرحية، كذلك الجزائر والعديد من الدول الأوروبية، وغالبا ما تمنحك هذه المهرجانات بنقاشاتها وفاعلياتها فرصة التعارف الفني لشخصيات عدة على المستوى العالمي، كما تمنحك روحا جديدة ونظرة ناقدة.
وللأسف الشديد أصيبت المهرجانات في مقتل في السنوات الأخيرة حين أصابتها “الشللية” ونوع من الشكليات أكثر من الروح كذلك الأزمة الاقتصادية العالمية، وفي باريس وفرنسا من حين لآخر أحظى بمشاركات لورش عمل سينمائية تسمى “كينو” ويجتمع فيها سينمائيون على مستوى العالم يطلبون إنتاج عمل قصير في يوم واحد بدون ميزانية بمساعدة الأصدقاء، وفعلا أنجزت ثلاثة أفلام قصيرة وكلها على النت، فنتمنى أن تعود المهرجانات كالسابق بروحها وألا تكون شكلية فقط، وهو مطلب كل السينمائيين، لكن مع وجود الأزمة الاقتصادية الكبيرة وتبعها الوباء أصبحت الثقافة على الهامش خاصة في العالم العربي.
كيف لصغار المخرجين أن يدقوا الباب ليصلوا إلى ما وصلت إليه اليوم، أ. حميد؟
- أنا مازلت مخرجا صغيرا، ربما تعددت الإمكانات التي أعمل بها من ضمنها التدريس، لكن على أي شاب طموح ليكون مخرجا أن يكون له تكوينا خاصا، فمن يبحث عن الشهرة ويستخدم الـ Tik Tok أو ينشر عبر الـFacebook والتي يمكن لأي من كان أن ينشر بها اليوم بإمكانات بسيطة وبعضها تحصد مئات الإعجابات هم كُثُر. فالإعلام البديل هو فرصة كبيرة لكنه يتخلف عن الوسائل التقليدية لإنتاج الأفلام، كما يختلف الموضوع حينما يكون للتسلية عنه للإحتراف، فاليوم أشاهد أحيانا على شبكات التواصل الاجتماعي فيديوهات أقل من دقيقة عميقة وقوية وإنسانية سواءً أحازت أم لم تستحوذ على الإعجابات، تشعرك بأنها عميقة وتخاطب الكل.
وعلى الشباب أن يتعلموا تعليما أكايميا أو يمارسون إنتاج الأفلام مع المخرجين المحترفين ولا يكتفون فقط بوسائل التواصل الاجتماعي، فيكتسبون الخبرة، وينتجون أفلاما صغيرة وعلى قدر من الاحترافية، فعندما يكون لدينا الحلم والجهد سنجد مخرجين عرب يصلون للعالمية، والحقيقة أن هناك قليل من المخرجين العرب الذين وصلوا للعالمية.
بالفعل؛ فالحلم لابد وأن يستتبعه الكثير من العمل.. حين كنا نحن نجلس في بيوتنا خائفين من الوباء، كنت أ. عقبي تجتاح مجال الفن التشكيلي بلا خوف، نود من حضرتك أن تحدثنا عن أصل الموهبة وكيف انتهت بعمل أكثر من معرض حتى الآن؟

- فيما يخص التجربة التشكيلية فقد اكتشفتها صدفة في الحجر الصحي الأول حينما كنت أرسم كالأطفال، فرسمت لوحتين على ورق عادي وبألوان مائية ليست للمحترفين، ووجدت شيئا يتحرك بداخلي فذهبت لأبتاع أدوات فنية احترافية وحين نشرتها حصدت العديد من الإعجابات ومنها من فنانين متخصصين فكبر الحلم، ووجدت أنها تحرك بداخلي شيئا ما وتبوح هي الأخرى بأشياء، فاستمرت التجربة من 26 إبريل 2020م إلى الآن، في البداية كنت أرسم لعشر ساعات أنتج فيها أربعة عشر لوحة كنت أرسم على اللوحات والجدران وبأدوات متنوعة والآن أشتغل بأدوات حرفية وليس كأدوات الهواة، أقمت حتى الآن ثلاثة معارض في باريس ومعرضين في مدينة نورماندي -التي أسكن بها، وكان لدي جدول لمعارض حتى نهاية 2021م، وإن تأجلت بعضها بسبب الحجر الثاني الموجود بفرنسا، فلدي ثلاثة معارض حتى يونيو من هذا العام، أتحدث إليكم الآن وقد أنجزت مائتي لوحة على قماش وورق بمختلف الأحجام إكريليك وزيتي إضافة إلى بعض الجدريات، فأصبح بيتي أشبه بمتحف.. تجربتي نضجت الآن وأصبح ليّ متحفا ومرسما في النورماندي وفي سبيلي للحصول على عدة أماكن فنية تستضيف أعمالي التشكيلية في باريس وفي بعض المناطق المشهورة فنيا، فالتجربة التشكيلية هي امتداد لتجربتي السينمائية كما أنها تشابه التجربة الشعرية، وما دام هناك رغبة واستمرار وشباب وأصبحت نشاط أحاول أن أكون بها مبدعا، فأتمنى السلامة للعالم لأقدم فني.
نعم، في البداية كانت خطوط سيادتك رفيعة واضحة تتكتل الألوان فيها، أما الآن فقد أصبحت الخطوط والألوان أكثر انسيابية وتحاكي الرمزية في الرسم، الآن نود من حضرتك أن تلقي الضوء على تجربة الطبخ على قناتك والتي نراها مؤخرا ما شاء الله.
- كانت هذه التجربة في الحجر الصحي الثاني في البداية، كان لدي الحنين لبعض الأكلات اليمنية وقد طلب أصدقائي طرق عمل العديد من الأكلات اليمنية، فما كان مني إلا أن أعرض لهم فيديوهات على قناتي للطبخ والتي أناقش فيها بعض الموضوعات السينمائية وغيرها بعضها يتعدى الثلاثين دقيقة، ونشرت أكثر من ثلاثين فيديو وتطورت المسألة لأتطور بتقديم المطبع الشرقي والغربي معا؛ فهناك أكلات شرقية أضيف إليها بعض الأشياء الغربية والعكس صحيح، كما أن الطعام هو ثقافة وأعرف كثيرين من الأساتذة والدكاترة الذين يحبون الطبخ ولديهم منتيات خاصة مغلقة يتبادلون الوصفات ويلتقون بين الحين والآخر؛ فهو طبخ وفي نفس الوقت ثقافة وتواصل وفن، أيضا هذه الموهبة تتطور، وأحلم بإفتتاح مطعم يقدم فنا وثقافة وليس مطعما فقط، ففي باريس نجد كافيه يقدم أمسيات ثقافية وليس فقط مكانا لتقديم الأكلات الخفيفة والمشروبات، وهذه إحدى الأمنيات، يمكنك تقديم معرضك الفوتوجرافي أو الفني في مطعمي.
من الجميل تقديم ثقافة يمنية على طريقك رغم أنك متزوج من يمنية أيضا، لكن هذه التجربة كما قلتم تساهم في ثقل وتشكيل خبرتكم الفنية.. نود أن نتحدث مع حضرتك حول تجربة فيلم ” اليمن في مائة دقيقة”…
- اسمحي لي أن أبدل هذا السؤال بسؤال آخر لأن هذا الفيلم لم ينتج إلى الآن نظرا لوجود بعض من الصعوبات، كذلك حينما حاولت أن أجمع بعض الفيديوهات لم تكن على المستوى المطلوب، فأود أن نتحدث عن المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح كيف ولما تأسس.
بالطبع أ. حميد نريد التعرف على هذه التجربة الهامة والتي تقدم الكثير والكثير لمشتغلي ومنتجي وناقدي السينما، فلتتفضل.
- تأسس المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح في 2019م، ونحن نعيش في عامه الثاني وكانت إنطلاقته من مكالمات ومراسلات للأصدقاء على تطبيق الـ WhatsApK، وطرحنا هناك هذه الفكرة فلاقت الترحيب من الكل سواء من العرب أو من الغربيين المشتغلين بالسينما والمسرح، وتكون المنتدى من سبعين إلى ثمانين صديقا لنضع أهدافه، وتم الحصول على ترخيص أوروبي من فرنسا، وهكذا أقمنا خمسين فعالية ونشاط سينمائي ومسرحي وفني توزعت ما بين مؤتمرات في باريس في إحدى المقاهي المعروفة ودُعي إليها الكثيرين وسجلت مباشرة وستجدونها على الإنترنت، وكذلك ندوات افتراضية سجلت ونشرت هي الأخرى، أيضا بعض الورش السينمائية سواء في فرنسا أو اليمن، وتعارف الكثير من الفنانين وقاموا بأعمال مشتركة، ففي هاتين السنتين حققنا ما نصبو إليه، وكان هدفنا أيضا وجود مؤتمر سنوي أو حتى كل سنتين تجتمع فيه فاعليات ثقافية وفنية لعمل تعارف وأعمال متعددة، لكن للأسف الشديد كانت أزمة كوروناوعدم توافر الميزانية عائقا، غير أنه وبإذن الله ما هو قادم أفضل.
والآن بدأ المنتدى ينشط عبر تطبيق Zoom، وفي انتظار كبار المخرجين ومشتغلي المسرح مثال المخرج المصري الكبير أحمد فؤاد، فلدينا جدول لخمس ندوات قادمة منها ندوة خاصة عن المسرح التونسي والسينما العراقية في المهجر، وفي مجال الكتابة الروائية والشعر والفن التشكيلي، كما نتمنى أن نحقق الاحتكاك بين الخبرة الأوروبية والخبرة العربية، وبالفعل لدينا أصدقاء في فرنسا وإنجلترا وغيرهما يطوقون للعمل مع أصدقاء عرب.. نتمنى أن يكون هناك فرصة أو عمل لقاء لتتضح الأمور أكثر.
أخيرا، ما رأيك أ. عقبي هل أصبح اليوم إيجاد شابا موهوبا أصعب؟
- بالعكس تماما كل الوسائل تحكي عن الصورة، والكثيرون في عصر أكثر قربا وأرض خصبة في مجال الإنتاج والتصوير عبر النشر الإلكتروني، والانتقاء الجيد لصاحب الشخصية الابداعية على عاتق المستغلين بالسينما والمسرح، أما عن الشخص الموهوب ذاته فإن استفاد من الموهبة وأصقلها -سواء في مصر أو أوروبا- سيكسب الكثير، وإلا ستخسرها حتما، ولا ننسَ الديمومة عليها لتعرف إن كانت نزوة أم رغبة أو موهبة حقيقية، وفي الحالتين ستفيدك مهما طالت أو قصرت.
في النهاية لا يسعنا سوى أن نشكر أ. حميد عقبي على وقته الثمين ونطلب منه رسالة للشباب.
- رسالتي للشباب –وأنا منهم- أنه لا يوجد مستحيل.. كان سفري لبغداد حلما بعيدا فأنا من قرية صغيرة باليمن، كانت كأمريكا بالنسبة لي، وعندما تخرجت وتوظفت بالجامعة كمعيد ورغبت بالسفرلفرنسا قال رئيس الجامعة لي كلمتين باستهجان: “باريس.. باريس” أي أنه شيء صعب جدا لأن إمكاناتنا كانت فقيرة، وبالفعل تأخرت منحتي وأنا بباريس في البداية لثمانية أشهر، فكانت سنة اللغة على الجانب اليمني، جعت وتشردت وتألمت خلال هذه المدة، وأكثر صعوبة تواجه الشباب هي الوضع المادي برغم وجود بعض المؤسسات الدولية وبعض الهيئات التي تعطي منحا للشباب، فهذه الفرص تحتاج لأن يكون لديك اللغة خاصة الإنجليزية؛ فهي لغة عالمية، وكذلك التكوين الإبداعي، والحلم وحده لا يكفي بل على المرء أن يجتهد وفي آخر الأمر “المكتوب عليك ستجده”، والكثير من الشباب اليوم يرغبون بالهجرة بسبب ما تعانيه أغلب البلاد العربية من أزمات اقتصادية، فنسأل الله التوفيق والسداد لهم ومن منهم لديه موهبة أن تتحقق أمانيه بإذن الله. وفي النهاية شكرا جزيلا على هذه الأسئلة اللطيفة والدقيقة جدا التي استمتعت بها أنا شخصيا وأنا أرد عليها.
الشكر موصول إلى حضرتك من موقع “برشامة” كله على هذه المحاورة التي أفادتنا بقدر ما أمتعتنا، ونرجو من الله لكم دوام التوفيق والسداد.
اترك تعليقاً