يرى البعض أن فيروس” كورونا ” أجبر الجميع على استخدام التكنولوجيا بعد أن ألغى فيروس كورونا فكرة التعليم في قاعات الدراسة التقليدية؛ فلم يعد التعلم عبر الإنترنت يقتصر على فئات بعينها، إذ أنه على الجميع في منظومة التعليم اليوم استخدام التطبيقات الإلكترونية كل بحسب مدرسته وجامعته بل وكليته أحيانا، ليتحول الأمر في قطاع التعليم إلى “تكنولوجيا إجبارية”.
وفي ظل تأكيد الإحصاءات والمؤشرات حول أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد، وظهور موجة جديدة من الفيروس في معظم دول أوروبا بل والعالم أجمع، مع بوادر ظهور موجة جديدة سريعة الانتشار، دفع ذلك عدداً من تلك البلدان إلى العودة لاتخاذ إجراءات وقائية مُشددة؛ للحد من التأثيرات السلبية التي قد تترتب عليها تلك الموجة الثانية من الوباء ومن بينها استبدال التعليم التقليدي بالتعلم عن بعد.
من ناحية أخرى أشار عدد من الخبراء، أن فيروس كورونا المستجد، عجّل بالاستفادة من التقنيات الحديثة والتعليم عن بعد، رغم ضعف الإمكانيات، وغرس ثقافة جديدة كما أنشأ استخداما للتكنولوجيا لم يكن موجودا من قبل، موضحين أن التعليم الذي تم خلال مواقع التواصل الاجتماعي مثل “الفيس بوك” و”الواتس آب”، لا يعتبر تعليما عن بعد بمفهومه العالمي المتكامل عبر وسائط معدة مسبقة لهذا النوع من التعليم؛ بل هي بدائل وأساليب بسيطة اتبعها أعضاء هيئة التدريس للتغلب على قلة إمكانياتهم وخبرتهم في النواحي التكنولوجية، لافتين إلى أن التعليم الرقمي سيشغل حيزاً كبيراً من المنظومة التعليمية عقب زوال جائحة كورونا بإذن الله.
وقال الدكتور حسن شحاتة الخبير التربوي، إن التعليم عن بعد هو نوع من التعليم الذكي، والذي يعتمد على التقنيات التكنولوجية الحديثة، كما يعتبر نوع من التعددية والتنوع في الرأي والفكر، ويعطي القدرة للمتعلم على التفكير والتفسير والتحليل، وإبداء الرأي والحوار والنقاش، وأضاف شحاتة خلال لقاء مع برنامج “صباح الخير يا مصر” المعروض على شاشة القناة الأولى بالتليفزيون، أن المحاضرات تفاعلية في الجامعات، وقائمة على البحث العلمي ما جعل من الدارس ليس محض متلقي بل مشارك في صنع المعلومة فهو من يبحث عنها، ويتناقش مع زملائه في مجموعات صغيرة، ما يساعد على توسيع الآفاق لدى الطلبة، ويسعى لتشكيل إنسان جديد لمجتمع قادر على المشاركة، ويمتلك مهارات التفكير العلمي، وبالتالي أصبح تحويل الكتاب الجامعي ومن قبله الكتاب المدرسي إلى كتاب إلكتروني.
وتابع الخبير التربوي أنه يجب تغيير ثقافة المجتمع وثقافة المواطنين الذين يعتمدون على ثقافة التعليم للامتحانات وليس لبناء فكر الإنسان، فتعتمد على الحفظ وليس الفهم، مما ينتج طالبا حافظا لبعض المواد الدراسية والتي سرعان ما ينساها عقب الامتحان دون الاستفادة منها في الحياة العملية، كما يجعله مبرمجا على مواد معينة، وهو ما لا يساعد في العملية التعليمية الحديثة، لهذا نعمل على تقديم شيء جديد ومفيد بحيث يستطيع الطالب أن يفيد نفسه والمجتمع.
بينما صرحت أسماء عبد الحميد أستاذة تكنولوجيا التعليم أن التقليل من كثافات الطلاب في المدارس يُعد مطلبا تربويا هاما، لكنه لا يرتبط فقط بوزارة التربية والتعليم، إذ تؤثر عليه عوامل تتعلق بالموازنة المخصصة للتعليم، وأضافت أن هناك مزايا للتعلم عن بعد، أبرزها أنه يوفر المادة العلمية للطلاب طوال الوقت ويسمح بالتواصل بين المعلمين والطلاب طوال الوقت، فلم يعد التواصل بينهم يقتصر على ساعات اليوم الدراسي، وأشارت إلى أن التعليم عن بعد يقلل القلق والتوتر الذي قد يتعرض له الدارسون في مواقف التعلم التقليدية، ويمنحهم حالة من الهدوء تساعد على التركيز.
وأكد استشاري الصحة النفسية ضرورة تفعيل الجروبات التعليمية بين الطالب ومعلمه على جميع المراحل التعليمية عبر تطبيقات “واتساب أو ماسنجر” لخلق بيئة تعليمية صحية تفيد الجميع بمن فيهم المدرس سواء في المرحلة الجامعية أو ما قبلها.
وعلى صعيد الأنشطة سنجد أن الدكتورة رباب حسين العجماوي المدرس بقسم الإذاعة جامعة السويس ومسئولة لجنة الأنشطة بكلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال، صرحت بأن الأنشطة أيضا في اتجاهها إلى أن تكون بدورها إلكترونية، فقد تم استبدال العديد من الفاعليات منذ الأزمة إلى فاعليات إلكترونية كما أن بعض أنشطة الوزارة أيضا والتي يشترك بها الطلاب على مستوى الجمهورية كانت إلكترونية في الفصل الدراسي الأول الأمر الذي يجعلنا ننتظرأن تتحول الأنشطة تدريجيا بعد الأزمة إلى إلكترونية يشارك بها الطلاب على مدار العام الدراسي كله.
كما أبان الأستاذ الدكتور النميري علام عميد كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة سوهاج أن الواتس والماسنجر لا صلة لهما بالتعليم الإلكتروني، ولابد من وجود منظومة له، وأن التعليم عن بعد أتى بغير استعداد، وكل المحاولات التي تمت خلال تعليق الدراسة هي اجتهادات خاصة لكل جامعة، مؤكداً أنه لا توجد منظومة محددة لذلك، لذلك لا يستطيع أستاذ المادة معرفة الحضور والغياب من الطلاب أو متابعة تفاعل الطلاب معه، لكننا موقع “برشامة” حققنا أكثر في التعليم المدمج لنجد مركز “جامعة القاهرة للتعليم المدمج” والذي يستخدم برنامج Moodle العالمي ليوفر عشرات الكتب الإلكترونية بنسخة Pdf كذلك المحاضرات والتطبيقات مكتوبة ومصورة، ولعل هذا ما كان يقصده سيادة العميد من بنية تحتية تستهدف تعليما عن بعد وليس مجرد استخدام آني غير مخطط لدواعي الأزمة.
من جانبه أكد الدكتور سليم عبدالرحمن الخبير التربوي على أن بعض أعضاء هيئة التدريس لم يتمكنوا من تفعيله بشكل صحيح، وأنه لم يكن في حسباتنا أن يسود التعليم الرقمي المجتمع التعليمي بشكل كبير في وقت وجيز، مشدداً على أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، حاولت على مدار الأعوام الماضية تفعيل مشروعات التعليم الرقمي في الجامعات، إلا أن عدم قابلية أعضاء هيئة التدريس لفكرة التعليم الرقمي حالت دون تفعيله، لكن مساعي الوزارة لا زالت قائمة.
غير أن الدكتور صابر شاكر أستاذ التجارة الدولية صرح بأن التعليم عن بعد ليس بديلاً عن التعليم المباشر، موضحاً أنه في كل دول العالم يكون التعليم عن بعد جزءاً من المادة الدراسية، لافتاً إلى أن تجربة التعليم الرقمي في مصر مع انتشار فيروس كورونا، أجبرت الطلاب والأساتذة على استخدام أدوات التكنولوجيا الحديثة، وتطوير مهاراتهم وقدراتهم بشكل سريع، وأوضح “شاكر”، أنه يجب توفير منصة إلكترونية تشمل كافة الجامعات خاصة بالتعليم العالي على غرار المنصة المستخدمة في وزارة التربية والتعليم لعملية التعليم عن بعد، ورغم توافر منصة التعليم العالي بالوزارة إلا أنها تحتاج إلى التطوير والبحث في حلول الأعطال بشكل أسرع.
وعند سؤال بعض من المدرسين والطلاب وجدنا تباين في الآراء، فقد أكد لنا أحد مدرسي الرياضيات بإحدى مدارس الثانوية العامة بمحافظه السويس أن التعليم عن بعد خصوصًا في ظل أزمه “كورونا” هو الحل الوحيد لحل أزمة التعليم وأن التعليم سوف يستمر من خلال الانترنت فقط وغير ذلك لن يكون الطالب قادرًا علي أخذ كافه دروسه، وقال المعلم أيضًا انه تم عمل جروب علي الواتس آب للتواصل مع الطلاب باستمرار وأن الطالب يعرض أسٔلته لأقوم بالرد عليه سريعا بحيث الطالب يكون ملما بكل ما هو جديد وأٔري أن التعليم الإلكتروني هو الأفضل دائما.
وفد وافق رأيه طالبا يدعى ي.م: أن التعليم عن بعد يتيح لنا التواصل مع المدرس في أي وقت، وأفضل التعليم عن بعد لأن به نوع من المنافسة، لكن الطالب ع. أ صرح بأنه لا يفضل التعليم الإلكتروني فهو يهمل دروسه ويشتته حين يمسك بالهاتف المحمول ويلعب الألعاب الإلكترونية بدلا من المذاكرة، كما أنه ليس لدي القدرة على فهم دروسه من خلال التعليم الأون لاين.
ويقدم موقع ” برشامة “عدة نصائح لمواجهة فيروس ” كورونا ” للدراسه اون لاين:
- حدد وقتا للمذاكرة على الإنترنت واغلق كل ما يشتتك تماما طوال هذه المدة.
- ذاكر الدرس جيدا وأخرج من الدرس النقاط الرئيسة والهامة قبل الشروع في استخدام الإنترنت حتى تستطيع أن تحدد كلمات البحث المفيدة لك.
- إدخل على المواقع التي تنتهي بـ.edu وهي التي تشير إلى المواقع التعليمية فقط عند المذاكرة؛ فهي تحتوي على معلومات موثوقة ويمكنك الإجابة منها.
- إدخل على “بنك المعرفة” حسب مستواك التعليمي ستجد فيه ما يفيدك سواء على مستوى المذاكرة أو الامتحان.
- إدخل على YouTube Education لتجد المدرسين والأساتذة الذين يشرحون الكثير من المناهج عالميا وليس في مصر فقط.
- لا تنس مجموعات الواتس آب التابعة للمدرسة والتي تحمل كل ما هو جديد.
كتبت : بسنت إدريس
راجعه: د. رباب حسين العجماوي
اترك تعليقاً